تصحيح تفسير الانبا شنودة لمعنى عبارة الانجيل (انصرف الى الجبل)





  


ورد في انجيل يوحنا هذا النص وكان في مناسبة ان عبر بحر الجليل : ( قالوا ان هذا هو بالحقيقة النبي الآتي الى العالم ، واما يسوع فأذ علم انهم مزمعون ان يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا انصرف ايضا الى الجبل وحده ) (يوحنا 6 : 15)
لقد ذكر الانبا شنودة في كتابه ( اللاهوت المقارن (1) )
ان المسيح قد رفض الملك الارضي لنقرأ ماكتب الانبا شنودة في كتابه:

( وبعد معجزة الخمس خبزات يقول الكتاب (قالوا إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلي العالم. وأما يسوع، فإذ علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكًا انصرف إلي الجبل وحده) (يو6: 14، 15). 

لقد رفض المسيح تجربة الملك. رفض جميع ممالك العالم ومجدها كانت تجربة من الشيطان) (مت4: 8، 9).

لقد أراد ملكًا روحيًا علي قلوب الناس، لا سلطانًا عالميًا..الى ان قال ... وحينما نقول (ليأت ملكوتك) إنما نقصد الملكوت الروحي.

أي أن يملك الله علي كل قلب وفكر وإرادة، ملكوتًا روحيًا.

فلا يصبحون ملكًا للشيطان، بل ملكًا للذي فداهم واشتراهم بدمه..)

ويكفي للرد علي الحكم الألفي، قول السيد المسيح:
(مملكتي ليست من هذا العالم) (يو36:18) .

انتهى كلام الانبا شنودة
فهو بكلامه هذا يريد ان يقول ان صعود المسيح الى الجبل يعني محاولة رفضه لتنصيبه ملكا على اليهود في تلك الحادثة ، ولكن نقول له ان هذا ليس السبب الحقيقي اقصد لا يعني ان المسيح لا يريد ان يقيم مملكة الرب العادلة على الأرض بالعكس فهو جاء لكي يتمم وعد الانبياء والنبوءات بتحقيق مملكة الآب حيث يلعب الذئب مع الغنم كما ذكرنا .لكن السبب الحقيقي وراء صعوده الى الجبل هو الخوف ..نعم الخوف على نفسه وعلى رسالته التي يحملها بين جنباته الى العالم ، فالخطر كان محدقا بيسوع المسيح وتلاميذه من كل جانب ، من جانب هنالك الكهنة والكتبة يريدون ان يجدوا زلة واحدة عليه كي يكون لهم ذريعة للشكاية عند الحكام ضده اقرا النص التالي : ( فوقف يسوع امام الوالي فساله الوالي قائلا أانت ملك اليهود ؟..فقال له يسوع انت تقول ، وبينما كان رؤساء الكهنة والشيوخ يشتكون عليه لم يجب بشيء فقال له بيلاطس اما تسمع كم يشهدون عليك ؟)( متى 27 : 11 – 14)

هذا مثال واحد على تربص الكهنة والشيوخ بيسوع المسيح كي يدينونه ويشتكون عند الحاكم ويبين لنا ايضا انهم انطلقوا من اخطر تهمة كي يضعون الأغلال في يده وتكون جريمته اعظم الا وهي ادعاؤه انه سيكون ملكا لليهود ، ويسوع المسيح بمقتضى الحكمة والمعرفة الألهية التي يمتلكها والفطنة يعلم جيدا انه ان سلم للناس الذين يريدون تنصيبه للحكم فانه يعني وأد الدعوة وهي لا زالت في المهد لأجل ذلك كله رفض ان ينصب في تلك اللحظة التي اراد الناس تنصيبه ملكا عليهم ..هذه هي الأسباب التي دعته لتركهم والانصراف للجبل وليس كما يقول الانبا شنودة واكثر آباء الكنيسة ان المسيح رفض الملك الأرضي .

اما بخصوص كلام الانبا شنودة عن الحكم الالفي ...فنقول إن عقيدة الملك الألفي هي عقيدة صحيحة مائة في المائة ومثبتة في نصوص الكتاب المقدس .. وقد اشير اليها صراحة في رؤيا يوحنا اللاهوتي : ( فعاشوا وملكوا مع المسيح الف سنة ..) و لكن الآباء يقولون ان معنى الألف سنة هو معنى رمزي ويشير الى الكثرة وانه بدأ منذ ان علق المسيح على الصليب ونقول ان هذا الكلام غير صحيح مرة اخرى .. اولا لقد مضى على صلب المسيح اكثر من الف سنة وبالتالي يستلزم ان نخرج هذه السنوات التي مضت بعد الألف سنة اين تكون وتحت اي عنوان توضع ؟..ثانيا ان قالوا ان الألف سنة تكون في العالم الروحي او الملك الروحي فيرد عليه ان العالم السماوي هو عالم خالي من الزمان او لنقل ان الزمان فيه يختلف فكما قال الرسول بطرس ( ان يوما واحدا عند الرب كألف سنة والف سنة كيوم واحد) رسالة (بطرس 3 : 8 ).
فلو فرضنا ان المسيح ملك على الصليب بحساب اهل السماء يكون ان الف عام مضت على الصليب توازي تقريبا مليارات السنين بحساب الآب في السماء ..انظروا الخطأ الذي وقع فيه آباء الكنيسة في محاول حيود التفسير عن مساره الصحيح ليس لشيء الا لغلق الباب في وجه عودة السيد المسيح الى الناس والمؤمنين به في كل مكان كي تدوم سلطتهم الدينية ويبقون قابعين في بروجهم العاجية ويبقى ملكهم الى الأبد بديلا عن ملك المسيح المرتقب المأمول .
من فكر المسيح العائد


0 التعليقات: